• ×

للكاتب / يوسف بن محمد العتيق

أبو قيس بين التقميش والتفتيش!!

0
0
2.8K
جريدة الجزيرة http://www.al-jazirah.com/2007/20070819/wo2.htm


يقول علماء الرواية فيما مضى: (إذا كتبت فقمش وإذا رويت ففتش).. وهذه الجملة على اختصارها لها دلالات مهمة، فالمقصود بالكتابة أنك إذا بدأت في الأخذ عن العلماء وأهل الرواية فكن كمن يصنع قماشاً يجمع الخيوط من هنا وهناك حتى يتشكَّل السجاد وغيره من أنواع الأقمشة، وأما إذا بدأت في التحدث والرواية ومخاطبة الآخرين فكن مفتشاً عن ما يناسب الناس ولا تروي إلا المفيد والمهم.

ومن يعرف الأستاذ محمد بن عبد الله الحمدان (أبو قيس) وصاحب مكتبة قيس يجده مقمشاً في البداية مفتشاً عند الحديث والرواية، وقد سعدت واستفدت من مجالسته في كثير من المجالس العلمية والندوات الثقافية فوجدته يجمع كثيراً من المعلومات الأصيلة والطريفة من مصادرها وينتقي أبرزها مما يناسب القارئ أو السامع وبأسلوب راقٍ، وأتذكر أني أدرت ندوة بعنوان: (من طرائف الصحف والمجلات) على هامش معرض الرياض الدولي للكتاب الذي عُقد مؤخراً ألقاها الحمدان بمشاركة المبدع الآخر الأستاذ محمد القشعمي، كان نصيب الحمدان الحديث عن طرائف الكتب والمطبوعات فأبدع أيما إبداع وساق من عناوين الكتب الطريفة الكثير في أبواب متعددة أتذكر منها عناوين بعض الكتب التي تناولت المرأة (!) وكان أن اقترح بعض الحضور وكاتب هذه الأسطر معهم طبع تلك المحاضرة في كتاب مستقل، ووعد الحمدان خيراً.

ولنعد إلى الحمدان وقاعدة التقميش ثم التفتيش فمن المؤسف أن بعض الكُتَّاب حين يكتب يجمع الغث والسمين وكأنه واثق من قدرة القراء بكل أطيافهم على الفحص وهذا أمر متعذر في الغالب.

أبو قيس لمن يعرفه لديه منهجية جميلة وهي الجمع قدر المستطاع لكل ما في الموضوع ثم نشر ما يناسب لأصالته أو طرافته.. ومن يرى مقاله المميز في الوراق هذا اليوم يتأكد مما سقته وقلته.

ختاماً الحمدان وبهذه المنهجية اللطيفة أصدر عدة كتب في جوانب الشعر والأدب والتاريخ مسقط رأسه وغير ذلك، دعواتي لأبي قيس بالتوفيق، وكلنا أمل أن نرى مثل هذا الباحث المميز مكرماً مبدعاً في مجتمع يقدر المبدع والمتميز.