• ×

من قديم المقالات

هل دعاة تحرير المرأة مصلحون ؟؟

هل دعاة تحرير المرأة مصلحون ؟؟
0
0
2.5K
جريدة الجزيرة في الحلقتين الماضيتين كتبت مقدمة للتعليق على مقال محمد بن عبدالعزيز الحلواني المنشور في صفحة "ذات الخمار" من جريدة المدينة العدد 2834 الذي اشاد فيه بمن أسماهم دعاة تحرير المرأة والذين وصفهم بالمصلحين .. ومنهم قاسم أمين ..

وأقول اليوم للأخ محمد ان الإسلام هو الذي حرر المرأة .. ليس قاسم أمين وأضرابه ..
الإسلام وجد المرأة محتقرة مبتذلة يعتزلها القوم اذا جاءها الحيض فلا يؤاكلونها .. ولا يورثونها ويحتقرونها بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى ويئدون بناتهم .. فلما جاء الإسلام منح المرأة حقوقاً وسنّ لها واجبات تناسبها وتناسب تكوينها وعقليتها فأكرمها وجعلها معززة مصونة نظيفة بنتاً وأختاً وأماً .. تظل في بيتها ترعى أولادها .. وتقوم على شئون بيتها وزوجها .. ولايمنع هذا أن تقوم ببعض الأعمال التي تناسبها ولا تتنافى مع كرامتها وانوثتها كالتدريس والتمريض ونحوهما مع حقها في اكتساب العلم والتزود من الثقافة .

أما من يسميهم الكاتب بالمصلحين أمثال قاسم أمين وأمينة سعيد فاولئك أرادوا للمرأة تحرراً من نوع آخر .. أرادوا لها أن تخرج على تعاليم الدين ونواميس الطبيعة وأن تقتحم ميادين العمل السياسية والعمالية .. وغيرها واشغلوا انفسهم بذلك ..

ونسوا أو تناسوا ما آلت اليه المرأة في الغرب بعد اخذهم بهذه الفكرة ..

لقد ابتذلت المرأة وأهينت كرامتها ، وأصبحت سلعة تزين بها واجهات المعارض وأغلفة المجلات ووسائل الدعاية للدعاية "والتسويق" .

بل أصبحت آلة رخيصة تهز وسطها .. وتتثنى شبه عارية لإشباع الرغبات الجنسية وتتعرى "نعم تتعرى" تماماً لتصبح كما خلقت أمام الناس ليتفرجوا .. أصبحت المرأة أداة للترفيه والتسلية .. في الطائرات والمكاتب وغيرها ..

أما المرأة العاملة في المصانع والمعامل فقد أجبروها بأسم التحرر على ترك بيتها وأطفالها للخدم وللصناع وللتربية السيئة لتوسيخ يديها "الناعمتين" واجهاد جسمها الغض الذي لايتحمل " الأشغال الشاقة" التي حكموا بها عليها .

هذا في الغرب .............

أما ما حدث في بعض الدول العربية فان التقليد الأعمى "الأصم" "الأبكم" للغرب هو الدافع الرئيسي لما قام به اولئك "المفسدون" .

وقد آلت المرأة الى ما آلت اليه زميلتها في الغرب حذو القذة بالقذة بل فاقتها وسبقتها .. والشواهد كثيرة ومتعددة .. وحسبي هذا .. لأن الزاوية الصغيرة لا تحتمل أكثر من ذلك .. والله الهادي ..

محمد الحمدان
زاوية السلام عليكم ،، جريدة الجزيرة عام 1395هـ